الخميس، 30 مارس 2017

                                 البسمة المرة  

                             بقلم.محمد أحمد العبادي                                

إلى دنيا الوجود تحية
                      في صبح لليلة تلونت بلون الدماء فيها بسمة
    
فأصبحت بسماتنا للمحتل منقادة             
                 إذا قال الخبيث دمعة جرت دمائنا واستبدلت بسمة بدمعة

وتبسمت مياه الفرات ودجلة مرة
                           وبعد اغتصابها تعكرت بسماتها فأصبحت مرة  

قد عبرت سنين القحط مرة
                          فأتت إلينا من جديد ظلمة طياتها بالدم ملونة

اقرها المسلمون مرة
فأصبحت عباءة سوداء ملطخة بعتمة أحجبت عنا شمس السماء فأصبحت ظلمة

وكثر الخائنون في كل بلدة
                            فأين جمعة البلاد في وحدة 

أحاطت بنا الريح من كل جنب
                       فأصبحنا في وسط الإعصار لغمة سائغة 

فناديةُ بصوت السماء وقلت ولو لمرة
                                ثيروا على المحتل جمعة

فسمعت صوتا ينادي بالإبى
                       أدركت بعد لحظة انه الصدى

فخشيت على البلاد من صدمة
                            ستحل بنا إن بقينا في فرقة

وتبسم الأطفال بسمة مرة
                         في ضل عتمة المحتل ووحشتا

             
 وتساءلت في وحدة أيبقى الصغار مقيدين من بسمة  
                         أم يرقى أبناء الفرات ويثيروا ولو لمرة

أو أيبقى المحتل يغير في أرضنا
                        أم بعد سنين ستخلد بسمتنا

وكيف السبيل وقد اغلوا فاه الصغير كل مرة
أراد فيها ابتسامة حرة تهتف من الفؤاد إلى الفؤاد لتنير قلوب الجالسين جمود

وجعلونا في فخهم إذ نصبوا لنا من حقدهم
ما يفرق بين الصغار وقلبهم وشتتوا البسمات فأصبحت مرة 

ونجحوا في غاياتهم  إذ هدفوا
         لتفرقة البلاد وشل وحدة لعلها تنير البلاد بعد ظلمة

ونجحوا في غيهم لأنهم شرذمة بل وحوش غاشمة
                            استخدمت حرق السعادة لأنها تحرقهم

وقتلوا الصغار لأنهم عرفوا حقا على الصبي العربي حين يكبر
                                     رفع رايات النصر فوق الغاصب النذل

وزرع بسمة في السماء كنسمة الأمل
                   تزيل الحزن من بلادنا وتخلد بسمة حرة لاتموت

هذا هتاف ألغيه على أسماعكم وأرجو
                  من السامعين إصغاء علي بتدبير وفكر 

وإقبال على الموت لأجل
             بسمة تخلد في أبنائكم أملا يقهر مشقة الدنيا وتعب
  
وننسى من يومنا هذا البسمة المرة التي رسمها التاريخ على أفواه صغار   
      لم يعرفوا حقا بان عليهم العيش في الأزقة ويحرموا من بسمة تعيد السعادة وتفرح

ألان وقد أن الأوان على الصغار أن يفرحوا
            فالحمل كل الحمل على الكبار ليفهموا عنصرية المحتل وظلمت

وان يعقل وخبث الخبيث منهم إذ يقول
    اجعلوا أقدامكم في أفواههم وقولوا بسماتكم ليس لها في تاريخنا وجود

اقروا بنا عبيدا فأصبحوا فوق المستضعفين ملوك
               لقلت الشجعان أم من لعنة التاريخ التي جعلت أذلة الدنيا ملوك

عبرة عنا بالعبيد المستضعفين لأننا رفعنا الأيادي تصفيقا وتهليلا
                 على يقين بان المحتل سيسرق البسمات منا والشمس منيرة

وتساءلت  أتخلد البسمات أم تموت
لان أبائنا قد خلدوا فينا التعاسة بالسكوت على المحتل يوما إذ ملك الآباء بالنقود

وحرم على الآباء كلمة أف على ضجرا أو قهرا يميت
                                 فآلاف قد حرمها الملوك على العبيد

إذا فبسمة الأطفال جوهرة تموت على يد العبيد لا الملوك
                وكيف يكون للملوك ذنب وقد رضخ العبيد للملوك

فبسمة الأطفال يصنعها العبيد أبائنا يوما
   إذا انتفضوا على الملوك وقالوا كفانا من البسمات مر حان وقتنا ولكم رحيل

  حان وقتنا ولكم رحيل                            



                                                   
محمد أحمد العبادي                       

الأربعاء، 1 مارس 2017


#ملاحظة: المقال يوضح الفرق بين الإسلام الحقيقي وإسلام المتأسلمين، اقرؤوا المقال للنهاية.
#الإسلام_أعظم_من_الإنسانية
كثيرًا ما نسمع من الناس، دعونا نترك الدين جانبًا ونكن إنسانيين مع بعضنا البعض ونعزل الدين عن حياتنا وأن نبقي الدين في بيوتنا معزولًا مقيدًا لا يجبُ استعمالهُ في معاملاتنا مع الناس.
 هذه المطالبات كانت من غير المسلمين ولكن في الآونة الأخيرة صارت تُسمع من المسلمين أنفسهم أو إن صح تسميتُهم بذلك لأنهم (مُتأسلمون). فمن يطالب بعزلِ الإسلام عن المعاملات وعن الحياة وتركهِ مهجورًا في زوايا بعيدة عن الإنسان واستبدال الإنسانية به فهو قطعًا لا يعرفُ ما هو الإسلام الحقيقي.
 ولا يعرفُ أن شرائع الإسلام هي أعظم من شرائع الإنسانية وأن الإسلام هو أكثر إنسانية من الإنسانية نفسها، لأن الإسلام هو أول من طبق وأوجد الإنسانية وشرع قوانينها وكرم الإنسان ورفع قيمتهُ وكرامتهُ. «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» {الإسراء:70}
كيف لا يكونُ الإسلامُ أعظم من الإنسانية؟! والإسلامُ هو وحدهُ من يُخلِصُك من عذابِ الآخرة.
 فهو لا يريدُ لكَ العذاب، لأنك كإنسان مهم جدًا وأنت هدف الإسلام لإخراجك وإنقاذك من الظلمات إلى النور في جناتٍ تُسعدُ فيها خالدًا.
 أن تكون إنسانيًا فقط هذا لا يضمنُ لك دخول الجنة واستمرار سعادتك وجني ثمار أخلاقك في الآخرة بل يجبُ أن تكون مسلمًا حقيقيًا مع الآخرين تعاملهم بمبادئك الإسلامية ابتغاء وجه الله عز وجل.
فالله سبحانه وتعالى قد وضح هذا الأمر وبين ما هو حكمك ومصيرك إن كنت إنسانيًا دون أن تكون مسلمًا وهو ما
 دل عليه الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على أن ما عمله الكافرون من خير لا يثابون عليه في الآخرة ما داموا قد ماتوا على الكفر، قال تعالى: «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» {الزمر:65}، وقال تعالى: «وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» {البقرة:217}، وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» {المائدة:5}. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
 وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعهُ؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يومًا رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
 معنى ذلك أن إنسانيتك وحدها مع الآخرين لا تنجيك ولا تضمنُ لك دخول الجنة وأن إنسانيتك وحدها ليست رحيمةً كفاية لكي تسعدك في الدنيا والآخرة فهي لا تكتمل إلا بالإسلام ولا تجني ثمارها إلا أن تكون أعمالك خالصة لوجه الله تعالى «فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل».
 ولكن لأن عدالة الله سبحانه وتعالى كبيرة فقد بين لنا أن ما عملهُ الكفار من أعمالِ الخير يثابون عليه في الدنيا وليس لهم في الآخرة من نصيب، كما قال الله تعالى في شأنهم: «وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا» {الفرقان:23}،
 وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها.
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمه من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته. رواه مسلم عن أنس.
 هذا معناه أن تكون إنسانيًا فقط، هذه الإنسانية تنفعك في الدنيا فقط، لأن مصطلح الإنسانية ليس كاملًا والإسلام هو من يكمل الإنسانية.
أي أن الإسلام يحقق شروط الإنسانية لكن العكس غير صحيح. لأن الإسلام الصحيح يحث المسلم الحقيقي على أن يكون في قمة الإنسانية عند تعامله حتى مع غير المسلمين يحفظ لهم حقوقهم ويصون عرضهم ويحترم جوارهم ويحسن إليهم.
وخيرُ مثالٍ أذكره قِصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع (مسطح بن أثاثة) عندما اتهم مسطح ابنته عائشة (رضي الله عنها) بحادثة الإفك منع أبو بكر عن مسطح النفقة وقال أبو بكر:
«‏والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا، ولا أنفعه بنفع أبدًا بعد الذي قال لعائشة».
 عندها نزل الأمر الرباني من السماء، أمر الله (الرحيم بكل عباده) إلى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لكي يأمر أبا بكر بإعادة ما كان يُنفقه على مسطح قبل هذه الحادثة.
 وقال الله تعالى في ذلك: «وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» {النور:22}.
 وهنا تتجلى معاني الإنسانية كلها في الإسلام فأن تكون إنسانيًا يمكن أن ينقطع ذلك بغضبك، لكن أن تكون إسلاميًا فذلك لن يحدث وستبقى تتعامل بأخلاق إسلامية عالية ولا ترضى الذل والهوان لا للمسلمين ولا لغيرهم، فالمسلم يأبى غير الكرامة والعزة له ولغيره ممن هم في جواره والحال نفسه في كل المجتمع الإسلامي الرفيع، حيث يعيش الناس آمنين على أنفسهم، آمنين على بيوتهم، آمنين على عوراتهم وأسرارهم، ولا يوجد مبرر – مهما يكن – لانتهاك تلك الحرمات، وحتى ذريعة تَتَبُّع الجريمة وإثباتها لا تصلح في النظام الإسلامي مسوغًا للتجسس على الناس، فالناس على ظواهرهم، وليس لأحد أن يتعقب بواطنهم.
وختامًا أقول مُقتبسًا من قول أحد الشيوخ:
 «الإسلام دين الرحمة والقوّة، والرحمة لا تعني الذلة والقوّة لا تعني الظلم، فكل رحمة في غير موضعها فهي ذلة وكل قوة في غير موضعها فهي ظلم».
فأيها المسلمون كونوا مسلمين حقيقيين لا تميلوا حسب الأهواء لترضوا الناس وتتهاونوا في إرضاء رب الناس.
فمن طبق الإسلام بحدوده الصحيحة فإنه سوف يطبق الإنسانية الحقيقية وبها يرضي الله والناس جميعًا.
 – وأقصد بالحدود الصحيحة ليست تلك الحدود التي شوهها من غايتهُ هدم الإسلام وجعله يبدو للناس أنه ضد الإنسانية وأنه دين عدوانية فقط، وَمَن أخطرُ مِنهمُ أولئك الذين يَحسِبون أنفسهم على الإسلام، والإسلام منهم براء لأنهم يُنَفِّرون المسلمين قبل غيرهم من الإسلام – لكن أقصد الحدود الإسلامية الثابتة التي أمرنا الله ورسوله بالتزامها واتباعها.
فالإسلام أصل الإنسانية وما أنزَله الله تعالى إلا ليحفظ للإنسان إنسانيتهُ وكرامتهُ ولكي يضمن له سعادة الدنيا والآخرة.
 فكونوا مسلمين حقيقيين قدوتكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع كل الناس لكي تصلوا إلى أعظم إنسانية حقيقية صادقة دون رتوش تختلف عن تلك التي استعملها البعض مؤخرًا وشوه على الإسلام إنسانيتهُ وطبقه على غير حقيقته لتتناسب مع غاياته الدنيئة.
 ولأن الإسلام أعظم وأرحم من الإنسانية فإن أردت أن تكون إنسانيًا صادقًا فلا سبيل أفضل لك من الإسلام الحقيقي.
محمد أحمد العبادي
                                                     
                                                         محمد أحمد العبادي

مشاركة مميزة

                                  البسمة المرة                                 بقلم. محمد أحمد العبادي                          ...